الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009
الرحيل
تعالى نودع طيف الأمانى
ونسدل يوما .. عليها الستار
يعز على رحيل الشموس
ويحزن قلبى لموت النهار
ولكنه الدهر يقسو علينا
ويخنق فينا الأمانى الصغار
تعالى نلملم أشلاء عمر
ونطوى حكايا .. الليالى القصار
قضينا مع الحب عمرا جميلا
وفى اخر الدرب لاح الجدار
لماذا تعربد فينا الأمانى
ويخدعنا وجهها المستعار ؟
لماذا نسافر خلف النجوم
ونحن نراها تضل المسار
هو الحب مهما حملناه طفلا
و مهما طغى فى دمانا و جار
سيغدو مع البعد كهلا حزينا
يخلف فينا الأسى والدمار
أراك ارتعاشة حلم لقيط
يطوف على الناس فى كل دار
فمن أين يأتى لعينيك ضوء
و كل الذى فى الحنايا انكسار ؟
و من أين يأتى الزمان الجميل
وكل الذى فى يدينا انتظار؟
فلا تعجبى من ثلوج الشتاء
تغطى قلوب كساها الغبار
ولا تحزنى ان أتانا الصقيع
ولا تسألى العمر كيف استدار
لقد كنت صبحا سرى فى الضلوع
فبعضك نور .. وبعضك نار
عم فرج
لا أنت أنت و لا الزمان هو الزمان
بقايا أمنية
أحلام حائرة
تحت أقدام الزمان
واستراحَ الشـوقُ منـي ..
وانزوى قلبي وحيداً ..
خلف جدرانِ التمنـي
واستكانَ الحـب في الأعماقِ
نبضاً .. غابَ عنّـي
آه يا دنـياي ..
عشتُ في سجني سنيناً
أكرهُ السجانَ عمري
أكره القيدَ الذي
يقصيك .. عني
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي
***
آه يا لحناً قضيتُ العمـرَ
أجمعُ فيه نفسي !!
رغم كل الحـزنِ
عشتُ أراهُ أحلامي
ويأسي ..
ثم ضاع اللحـنُ منّـي
واستكـانْ
واستـراح الشوقُ
واختنقَ الحنـــانْ
***
حبنا قد ماتَ طفلاً
في رفاتِ الطفلِ
تصرخُ مهجتانْ
في ضريحِ الحبّ
تبكي شمعتانْ
هكذا نمضي .. حيارى
تحت أقدام الزمـانْ
كيف نغرقُ في زمانٍ
كل شيءٍ فيهِ
ينضحُ بالهـوانْ
فى هذا الزمن المجنون
لا أعرف أحدا
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني
أو ظلمة ليل أو سجان
فالدنيا حولي أبواب
لكن السجن بلا قضبان
والخوف الحائر في العينين
يثور ويقتحم الجدران
والحلم مليك مطرود
لا جاه لديه ولا سلطان
سجنوه زماناً في قفص
سرقوا الأوسمة مع التيجان
وانتشروا مثل الفئران
أكلوا شطآن النهر
وغاصوا في دم الأغصان
صلبوا أجنحة الطير
وباعوا الموتى والأكفان
قطعوا أوردة العدل
ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان
في هذا الزمن المجنون
إما أن تغدوا دجالاً
أوتصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
كي يبقى فيك الإنسان !
بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
................
أقدار
وبأنـها ستـموت حزنـا
إن تـواري الحب يوما وانـكـسر
وبأنـنـي كـل الوجود
وكـل ما خـلـق الإله من الـبشر
وبأنني المأوي الـوحيد
وكـل شيء بعد أيامي ضجر
وبأنني.. وبأنني.. وبأنني..
***
في ساحة الميدان كـانـت تـنـتـظر
سيارة وقفت..
وتمثـال من الشمع المحنـط قـد عبر
كـهل عجوز في خريف الـعمر
يهبـط في حذر
في لهفـة عرجاء عانـقـها وألقـت نـفـسها
في صدره شوقـا
وذابت مثـل حبات المطر
دارت بـي الدنـيا.. سحاب غـائم
بين الضلـوع أنين قـلـب يحتـضر
والنـاس تسأل ما الـخـبر.. ؟
لـقيا الربيع مع الخريف وهكـذا الدنـيا
وداع.. أو لقـاء.. أو سفـر
كـم عاشق قـد نـام مجروحا
وآخـر بـالأحبة قـد غـدر
أما العجوز فبـالوليمة قـد ظـفر
أشياء صغيرة
كـل ما أهديـتـه يوما
من الصور الجميلة..
والأغـاني.. والـعطـور
وقفت أمامي كالأماني الضائعات
شريط أحلام يدور
فـهدمت كـل مدينة الحب الجميـل
وما بنـيـت من الحدائق..
والجداول.. والقـصور
أحرقـت كل قصائد العمر الجميل
وما رسمت من الشـواطيء.. واللآلئ.. والـبحور
عطـر جميل كان عشـقـي
مات في عمر الزهور
وقصيدة هربت من الأعماق حائرة
وتاهت بين أحزان السطـور
وشريط أغـنـية
تـراقـص في خيالي ذات يوم
طاف بي كـل الـعصور
أنـا ما حزنـت
علي الأغـاني.. والأماني.. والـعطـور
أنـا ما بكيت
علي نزيف جنـاحنـا المكـسور
لكن قلـبي ذاب في نـار الألـم
وأنـا أعيد لك القلم
لو أننا لم نفترق
لو اننا لم نفترق
لو اننا ...لم نفترق
لبقيت نجما في سمائك ساريا
وتركت عمرى في لهيبك يحترق
لو اننى سافرت في قمم السحاب
وعدت نهرا في ربوعك ينطلق
لكنها الاحلام تنثرنا سرابا في المدى
وتظل سرا.. في الجوانح يختنق
لو اننا .. لم نفترق
كانت خطانا في ذهول تبتعد
وتشدنا اشواقنا
فنعود نمسك بالطريق المرتعد
تلقي بنا اللحظات
في صخب الزحام كأننا
جسد تناثر في جسد
جسدان في جسد نسير .. وحولنا
كانت وجوه الناس تجرى كالرياح
فلا نرى منهم احد
مازلت اذكر عندما جاء الرحيل
وصاح في عينى الأرق
وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع
وعاد يشطرنا القلق
ورأيت عمرى في يديك
رياح صيف عابث
ورماد أحلام .. وشيئا من ورق
هذا أنا...
عمرى ورق
حلمى ورق
طفل صغير في جحيم الموج
حاصره الغرق
ضوء طريد في عيون الافق
يطويه الشفق
نجم اضاء الكون يوما ... واحترق
لا تسألي العين الحزينه
كيف أدمتها المقل؟!
لا تسألى النجم البعيد
بأي سر قد أفل؟!
مهما توارى الحلم في عينى
وأرقنى الأجل
مازلت ألمح في رماد العمر
شيئا من أمل
فغدا ستنبت في جبين الأفق
نجمات جديده
وغدا ستورق في ليالي الحزن
ايام سعيده
وغدا أراك على المدى
شمسا تضئ ظلام أيامي
وان كانت بعيده
لو اننا لم نفترق
حملتك في ضجر الشوارع فرحتى
والخوف يلقينى على الطرقات
تتمايل الاحلام بين عيوننا
وتغيب في صمت اللقا نبضاتى
والليل سكير يعانق كأسه
ويطوف منتشيا على الحانات
والضوء يسكب في العيون بريقه
ويهيم في خجل على الشرفات
ماكنت اعرف والرحيل يشدنا
انى اودع مهجتى وحياتى
ماكان خوفي من وداع قد مضى
بل كان خوفي من فراق آت
لم يبقى شئ منذ كان وداعنا
غير الجراح تئن في كلماتى
لو اننا ..لم نفترق